عاد إلى مدينة الرقة أكثر من مليون نسمة بعد رفع أكثر من مليون و300 متر مكعب من الأنقاض وإعادة تأهيل وبناء 30 جسراً، ليعود 130 ألف طالب وطالبة إلى مقاعدهم المدرسية.
وفي حزيران / يونيو 2017، تم اطباق الحصار على الرقة بالكامل، وبدأت الحملة العسكرية (غضب الفرات) بقيادة قوات سوريا الديمقراطية بكل قوة لدحر مرتزقة داعش في 20 تشرين الأول في نفس العام.
وعاد ٣٠٠ ألف نسمة إلى مدينة الرقة في بداية عام ٢٠١٨ ليعودوا لبناء مدينتهم المنكوبة يدا بيد مع المجلس التنفيذي بكافة لجانه لتستعيد المدينة ملامحها تدريجيا على الصعيد الخدمي والاقتصادي والعمراني.
ونظراً للأمن والأمان استقبلت مقاطعة الرقة 29070 عائلة وافدة، و13 ألف عائلة نازحة موزعة ضمن المخيمات العشوائية البالغ عددها 50 مخيماً.
إصلاح وترميم
وفور تحرير مدينة الرقة بدأت الإدارة المحلية والبلديات بإزالة الركام لفتح الشوارع الرئيسة منها والفرعية، حيث بلغ كمية الركام المرحّل مليون و334 ألف و466 متر مكعب.
وتم إصلاح جميع محطات مياه الشرب، البالغ عددها 200 محطة في الريف والمدينة، لتصل مياه الشرب إلى الأهالي بشكل كامل، بالإضافة إلى إعادة تأهيل الكهرباء بنسبة 95%، وإعادة تأهيل 90% مشاريع الصرف الصحي، وتعبيد الطرق بكمية 98420م من المجبول الأسفلتي.
وبلغ عدد الجسور والعبّارات التي تم إعادة إعمارها وإصلاحها 30 جسراً وعبّارة، وإعادة بناء وتأهيل جسر الرقة القديم (المنصور) في حزيران عام 2019، وإعادة إعمار جسر الرقة الجديد (جسر الرشيد) وفتحه أمام المّارة بتاريخ 6 حزيران عام 2024.
وبعد المعارك الطاحنة لدحر مرتزقة داعش من الرقة دُمر أكثر من 30 ألف منزل بشكلٍ كامل، و25 ألف منزل مدمر بشكل جزئي، و15 ألف منزل يحتاج لترميم ليكون صالحاً للسكن، بالإضافة إلى دمار البنية التحتية بنسبة 85%.
وبدروها قدمت الدائرة الفنية في بلدية الشعب ما يقارب الـ 3722 رخصة بناء طابقي، و1700 رخصة بناء للأبنية المدمرة، و1778 رخصة بناء للأبنية الحديثة.
خدمات صحية مجانية
افتتحت هيئة الصحة في المجلس التنفيذي لمقاطعة الرقة مشفى الرقة الوطني الذي يضم معظم الأقسام من عيادات، ومخابر، وطبقي محوري، وإسعاف، والعناية المشددة، وغرف عمليات باردة وقسم الحروق، بالإضافة إلى قسم غسيل الكلى وقسم التلاسيميا وبنك الدم، وافتتحت لجنة الصحة معمل الأوكسيجين الطبي الأول في مدينة الرقة باستطاعة 40 م3 بالساعة.
ويوجد في مدينة الرقة 3 مشافي عامة و7 مشافي خاصة، كما قامت لجنة الصحة بافتتاح مركز التصدي للأوبئة وجهاز مامو كراف في مشفى التوليد، بالإضافة لافتتاح أكاديمية الصحة (مركز تطوير مهارات التصدي للأوبئة، وافتتاح 27 مستوصفاً.
ويوجد في مدينة الرقة الآن 293 صيدلية في مقاطعة الرقة مرخصة من قبل هيئة الصحة لجنة الصحة، ويوجد 22 مخبراً طبياً، و27 مستودع تجهيزات طبية، و42 مستودع أدوية بشرية.
130 ألف طالب وطالبة يتلقون التعليم
يتلقى 130 ألف طالب وطالبة التعليم وفق منهاج الإدارة الذاتية الديمقراطية موزعين على 430 مدرسة، وبكادر من المعلمين المختصين يبلغ عددهم 7000 معلم ومعلمة.
بينما كان العدد عام 2018 يقارب 67 ألف طالب وطالبة، و1830 معلمة ومعلمة، وخلال سبعة سنوات تم ترميم وبناء 230 مدرسة، بحسب هيئة التربية والتعليم في مقاطعة الرقة.
وافتتحت منسقيه الجامعات عام 2021، جامعة الشرق التي تضم عدة فروع "الرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء ومعلم الصف)، بالإضافة إلى كلية الآداب والعلوم الاجتماعية والتي تضم (الآدب العربي ومعهد اللغة الإنكليزية والمعهد التقني قسم الحاسوب، والحقوق وكلية الزراعة، العلوم الطبية، وكلية الاقتصاد وكلية الأدب، معهد اللغة الكردية والمعهد الهندسي بقسميه الكهرباء والميكانيك.
ولمعرفة تفاصيل اوسع عن عملية إعادة بناء وتأهيل مدينة الرقة خلال سبعة سنوات، أجرت وكالة فرات للأنباء لقاءً مع الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي، هيفين اسماعيل.
قالت هيفين إسماعيل: "عانى أهالي مدينة الرقة من ويلات الحرب خلال السنوات الفائتة، وبعد احتلال مرتزقة داعش مدنية الرقة لمدة 4 سنوات عملت على ضرب البنى التحتية ناهيك عن جرائم بحق مكونات المنطقة".
وأضافت: "تحررت مدينة الرقة على يد قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة وبفضل دماء الشهداء في عام 2017، وكانت الخطوة الأولى هي إعادة روح المدينة عبر البدء بإعادة إعمارها".
الملاذ الأمن لكل السوريين
وأوضحت هيفين إسماعيل: "بعد تحرير مدينة الرقة عاد إليها قسم طفيف من أهاليها بمعدل 300 ألف نسمة بسبب الدمار الهائل في البنى التحتية والحياتية، ليبدأ مجلس الرقة المدني بإعادة تأهيل البنى التحتية وترحيل الركام والانتقال إلى إضفاء الطابع الجمالي للمدينة عبر تأهيل الجسور والحدائق ومد المدنية بالكهرباء بنسبة 80%، إلى جانب إنارة الشوارع وزراعة الأشجار لعود إليه أكثر مليون و200 ألف من داخل سوريا وخارجها".
وبيّنت هيفين إسماعيل: "ارتفاع أعداد العائدين يعود للأمن والأمان الذي تحظى به مدينة الرقة، حيث أصبحت الملاذ الأمن لكل السوريين، وتحولت من مدينة الدمار إلى مدينة السلام".
تحرير المرأة
مارس تنظيم داعش الإرهابي الجرائم والظلم والانتهاكات بحق المرأة وكان تحرير مدينة الرقة بوابة لتحرير المرأة من الظلم والعبودية، حيث انطلقت المرأة إلى الحرية والمساواة والعدالة بكافة المجالات العسكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ونرى اليوم المرأة تشارك الرجل الإدارة في كافة المجالات الإدارية والعسكرية.